بيقول صاحبنا:-حاولت ان افتح الكتاب ولكن شيئا غريبا دفعني الي اغلاق جميع الكتب قبل فتحها ..فقلت لنفسي:أنهض لاستريح قليلا ثم أعاود المذاكرة....
استيقظت بعد فترة قصيرة جدا ست ساعات فقط،فاكتشفت شيئا مهما جدا وهو أنني لم اتناول طعامي فقمت بتحضيره..وبعد ذلك قلت :يجب ان اقوم لأستذكر دروسي ولكني تذكرت أنني لا أعرف ما هو المنهج؟!!
اتصلت بالشربيني صديقي الصدوق..ورفيق دربي الذي كتب الله صداقته عليّ..وتحدثنا ساعتين و نصف عن اخبار الأصدقاء ..وأغلقت التليفون دون أن أعلم ما هو المنهج..ثم اكتشفت شيئا بالغ الاهمية :أني ما زلت مستيقظا لمدة ثلاث ساعات متواصلة دون أن أنام ،فكيف استطيع التركيز؟!
فقررت أن أستريح قليلا لأبدأ من الصباح الباكر الاستذكار جيدا..
أمسكت بمجلة فنية من تلك المجلات المتخصصة في نشر فضائح الفنانين ..وحكايات عبثهم و حياتهم التي يعيشونها طولا و عرضا..
حتي غلبني النوم..فالنوم سلطان كما قال الذين من قبلنا!
في اليوم التالي:أشعر بالنشاط والحيوية سأذاكر جميع المقررات دون ترك شيء لابد من وقفة لانهي بها هذا الضياع الذي أعيشه واشعر بعدها اني طالب بحق وحقيق!من حقي احلم بمهنة المستقبل..طبيب ..طيار..صاحب مصانع لحديد التسليح؛لأتحكم في انتاج الحديد و أساهم بدوري في رفع الأسعار!..ولكن اولا لابد أن أنتهي من قراءة جميع الجرائد اليومية والأسبوعية وأتأمل آخر الاوضاع التي تصنعها أمريكا..والحديث الذي لا ينتهي عن (الحرب علي الارهاب) من أكبر دولة ارهابية في الكون!
وبعد خمس ساعات ...أخيرا انتهيت يااااااااااااااااااه!
نسيت موعد المسلسل سأعود قريبا الي المذاكرة فلا داعي للقلق مطلقا الوقت مازال يتسع لأشياء كثيرة..
وفي اليوم الثالث:فتحت الشباك ،لا لمتابعة تحركات ابنة الجيران الحسناء..ولكن لأشعر بدخول الهواء العليل الي غرفتي ..فتحت الكتاب و كأني أراه لأول مرة؟يا للعجب العجاب!!وبدأت أقرأ في المقرر..
وأخطط علي أهم النقاط..وأضع أسئلة لنفسي..أشعر أن ذاكرتي منتعشة كأني ((ضارب))لتوي طبق كشري بالشطة والدقة والتقلية الشهية!! يالسهولة المنهج!!..هذا بفضل ذكائي و أنني أتمتع بذاكرة قوية أخاف أن أحسد نفسي..فلا يحسد المال الا أصحابه!
وفي آخر اليوم..كنت قد انتهيت من قراءة فصلين بأكملهما عنده جاء أخي الصغير ونبهني أنني أستذكر في كتابه..
آه ..تشابه في أغلفة الكتب ليس ذنبي لا يقلل أبدا من عبقريتي و نبوغي و اجتهادي!
اليوم الرابع:اليوم سأحاول الرفع من روحي المعنوية بشتي الطرق و الكباري وذلك نتيجة للمجهود المؤلم الذي بذلته أمس وضاع هباء..يجب أن أنسي الماضي بكل ما فيه من مآس و أتشبث بالأمل ولا ننسي جميعا الكلمة الخالدة للزعيم المصري (زعلول النحاس)-علي ما اعتقد-والتي تقول:لا يأس مع الحياة ..ولا حياة لمن تنادي!
لابد من الخروج من كابوس اليأس المفزع الذي أعيش فيه والهروب من الدائرة المفرغة التي أدور بداخلها منذ أمد طويل..سأحاول أن أنتصر علي هذا اليأس يجب أن ..هاااااااام..أنام؟!
اليوم الخامس:يا الهي لم يبق غير يوم واحد علي الامتحان سأبدأ بمادة الامتحان...
اولا :التأكد من الكتاب المقرر عليّ.
يا للدهشة الأبدية ..ما هذا الكلام؟هل هذه طلاسم أم ماذا؟لا استطيع ان افهم شيئا!!أين ذهب ذكائي المتوقد وراحت ألمعتي؟سأقدح زناد فكري وأعتصر ما بقي من ركام عقلي الفذ..آه ضاع اليوم مني ..يا للهول!!
مازلت في مقدمة الكتاب ..آه تعبت.
اليوم الأخير:ماذا أفعل ؟غدا الامتحان ولا أعرف شيئا عن المنهج..المقرر كبير..سألغي الفصل الأول والأخير والفصل القبل الأخير!!
لست أقل من أولئك الرابضين خلف مكاتبهم الضخمة بالوزارة ..فيقررون ما يقررون علينا..ويلغون ما لا يروق لهم ،دون أن يستأذنونا!
الآن أستطيع أن أذاكر ما تبقي انه فصل وقد ألغي الاستاذ نصفه سأذاكر الباقي..وان شاء الله يأتي المتحان من الصفحات التي سأذاكرها في المساء ..يجب أن أشرب قهوة كثيرا فالمنهج لم ينته بعد ولكني أشعر بأن قواي تضعف و تضعف...
يوم الامتحان:اليوم سأواجه الشبح الأسود ورقة الامتحان في اللجنة ولكنّي سأنتصر ..ولكن ما هذه الأسئلة انها من خارج المقرر..لن أتذلل لك أيتها الورقة..سأواجه المصير بكل قوة ولن أستسلم..وأخيرا...
لا أخفي عليكم أنني رسبت..وبجدارة..فقررت في العام التالي أن أنجح ..ولا بد أن أنجح باذن الله تعالي!سأغلق التلفاز بل سأنقله الي خارج غرفتي الي أجل غير مسمي..
أبدلت هاتفي الخلوي بآخر ليس به (كارت ميموري)ولا(بلوتوث)ولا كاميرا2.3 ميجا بيكسل ..جهاز بدائي ..لكنه عملي ما يهمني فيه أن أقول
آلو)وأن أسمع الطرف الآخر بوضوح!
وداعا للحكايات الطويلة مع جمعه والشربيني هذا العالم..
وداعا للدراجات النارية...لقد قررت أن أنجح هذا العام!