عند شرفة غرفتها الصغيرة ...وقفت تراقب النجوم
البعيدة
فإذا بدمعة سالت على خديها بصمت وحيرة .... وتنهدات حامية كشمس الظهيرة
فانسجمت مع الليل وإذا به يفتح عليها جروحها ....... مأساة الماضي وظلم الحاضر...
مضت تتذكر طفولتها والأصدقاء .....
وكيف كتب الحزن على جبينها الشقاء
طفولة
بائسة .....وحياة كحياة البؤساء
نهارها ظلمٌ وعناء واضطهاد ..ولليلها تحييه
بدموعها باقتدار
طفلة لا تملك حق القرار....
وشكوى أن شكت عبث
الصغار.....
قالت يوماً.....
حين أكبر سيتغير الحال.... محال أن أبقى شقية
محال
فأنا أحمل بين جوانحي قلباً صادقاً وفي وجداني براءة الأحلام
والآمال.....
ومن حولي سيتغيرون حتماً فدوام الحال من المحال ........
كبرت
تلك الطفلة الشقية ...........
فأبصرت عالماً ...الكذب فيه شئ من
الذكاء
والطيبة والإحسان والمحبة والوفاء ضرباً من الغباء
لا صدق* لا محبة
*لا إخلاص* لا وفاء
لا صداقة *لا قرابة *لا إخاء *لا عطف......
أبصرت أنها في
عالم يحكمه قانون الغاب....
فأيقنت أنها فرت من شقاء إلى شقاء .....
كل شئ في
الحياة ضدها....
لم تعرف الحب يوماً فأمام قلبها سدود حجرية
لا تجرأ يوماً أن
تعترض فقدرها لابد أن ترضيه بكل مافيه....
وحين أبصرت الأمل من الأفق البعيد
وأشرق عليها .....
حباً جديداً يغمرها سعادة ويمحو آهات الماضي ويرسم على
ملامحها الحزينة
فرحة العمر وإشراقة المستقبل ......
لعب القدر لعبته ففرق
القلوب عن بعضها ....
فتركها لوحدتها وغربتها ......تغرق في بحر
أحزانها...
فبينما هي على شرفتها تتذكر ماضيها .....
استسلمت
لوحدتها.........
وزفرت زفرة من صدرها............
شقت الصمت في الليل
....وما كان لأحد أن يسمعها ...
فهي وحيدة في هذا الليل تبكي حياتها
وقدرها.......
ولكن هل تعرفون من هذه الفتاة ؟؟؟.....فتاة الحزن
إنها(؟؟؟؟؟؟؟
غيمة من الوفاء في زمن قل فيه الوفاء....
أقولها وبصوت مرتفع
يملا أرجاء الكون أن رحلت السعادة عن دروبي وتهات في الصحراء...... سأكون دوماً
وأبداً غيمة لا تمطر سوى الوفاء
منقول ..
ودمتم ..